الأربعاء، 5 يناير 2011

مفيش فايدة انا وحش و سعد مش مؤدب


مفيش فايدة انا وحش و سعد مش مؤدب

سعد في الروضة
تجربة  واقعية
“مفيش فايدة انا وحش سعد مش مؤدب انا وحش ” هكذا قالها و ظل يرددها عدة مرات و قد اغلق باب الغرفة علي نفسة ليبكي كما امرته و انا اشعر بالفشل كلما رددها كأنه يقول لي انا محبط انت فاشل يا ابي استمر هذا الموقف خمسة عشر دقيقة مرت على كأنها الدهر احساس رهيب مروع  من طفل عنده اربع سنوات في قمة الاحباط  في قمة اليأس وقمة الفشل من اب امام طفله
لماذا وصل سعد لهذه الدرجة من اليأس؟
و لماذا و صلت انا لاعلى درجات الفشل حتى احطم طفل لم يتعدى عامه الخامس؟
كيف لطفل في  هذا العمر ليصل الى هذا التعبير ليعبر عن حالة مروعة من اليأس؟
جلست اراجع نفسي  ماذا فعلت او فعلنا انا وزوجتي لكي يصل الوضع الى هذا الحد  و اكتشفت  الحقيقة المروعة اننا نحاسب ابنائنا و اطفالنا على السيئ فقط و لا نكافئهم على اجادتهم على اساس ان هذا هو الطبيعي من اي طفل . الله عز و جل يكافئ العبد الصالح بالحسنات و يجعلها في رصيده الى يوم القيامة حتى يكافئ بها  و كلما زادت حسناته زادت درجته في الجنة  و ايضا يكافئ الله عباده الصالحين في الدنا ان يبارك لهم في حياتهم و ايضا يحاسب الله العبد العاصي يوم القيامة فكلما زادت سيئاته زاد عذابه
اما نحن فلا العمل الحسن من الطفل او الابن لا يكافئ عليه بشكل سريع على اساس انه من المفترض ان يكون حسن السلوك  و لكن اذا اخطأ فنقطع عنقه بشكل سريع اسرع من البرق حتى اننا لا نسأل عن سبب هذا الخطأ و لما فعل ذلك بل نفتح تحقيق عن لماذا انت سئ لماذا انت تفعل كذا و كذا و نبدأ بعقد مقارنه بين الود و اخوانه او بين الولد و اصدقائه و هذا من اخطر الاشياء التي قمت بها لانها ارست داخل سعد انه فاشل و سيئ ة انه لن يتحسن ابدا
ادركت انني لم اصمم لسعد نظام مكافئات مما تسبب في فقدان قيمت العمل الصالح او الخير او ان يكون طفل صالح فهو ادرك انه لو اخطأ سيلفت الانتباه و سيكون مركز الاهتمام بينما لو كان حسن السلوك لن يحدث شيئ و لن نلتفت اليه و كانت هذه هي الكارثة الثانية
الكارثة الثالثة هي الاستبداد و التعنت الرهيب الذي يمارسه الاب و الام في كل ما يطلبه الطفل و الذي دائما ما يقابل بكلمة واحدة لا و تعنت دون الرغبة في الاستماع الى الطفل ممكن ان نقول اشياء كثيرة  غير كلمة لا مثل لماذا او  انشاء الله
التهديد المستمر للطفل (على الفاضي و المليان)
الكارثة الاخيرة هي سحب الهدايا و حرمانه من امتيازاته بشكل تعسفي  (على الفاضي و المليان)
المهم
طبعا وصل الوضع الى مدرسة او الروضة الملحق بها سعد فأصبح عنيفا حاد الطبع غير مهذب يضرب زملائه في الفصل و يقوم بكل ما هو سيئ  و اكتسب  مجموعة من العادات السيئة  مثل وضع الاصبع داخل الانف و البصاق و اشياء اخري حتى قامت المدرسة بارسال خطاب لنا تفيد ان الولد في حالة سيئة رغم انه متميز في القرآن و القراءة و الكتابة و كل العلوم
قامت زوجتي ام سعد بعمل احصاء لكل العادات السيئة التي يقوم بها سعد   داخل المدرسة  و داخل البيت و بحث عن صور تعبي عن هذه الحالات  و قمت بتصميم بطاقة سلوك لمتابعة سعد طبعا في اول يوم استقبلت فيه البطاقة كان الوضع كارثي من حيث السلوك
كا ترون هذه عي البطاقة في اول يوم تم ارساله
صورة
عندما فحصنا   البطاقة اختارنا اولا ما فعلة سعد بشكل جيد و اظهارنا على شكل علامة صح بورقة علقناها على الحائط اما الخطأ فأحصيناه بعد ذلك  و و اخبرناه ان كل خمس علامات صح تقابلها هدية و كل عمل صالح يمحو عمل خطأ
5 كيس بطاطس صغير  من اختياره
10 كيس بطاطس كبير من اختياره
15 الذهاب الى الملاهي يوم الاجازة
و هكذا
البعض سيقول لي انها رشوة ان تعطيه الاشياء لبكون حسن السلوك و لكني سأقول ان  يحب ان نعود الطفل ان الحسن يقابل بالحسن و السيئ لا يقابل الا بالسيئ اما الرشوة هي ان تكافئ ولدك على شيئ غير حسن او بغرض اسكاته و ترضيته
و من اول يوم بدأت علامات النجاح تظهر مع وجود بعض  العادات التي تحاول اصلاحها فلا يمكن اصلاح السلوك في يوم او يومان  عملية تعديل السلوك تحتاج و قت
النتائج
ظهر التأثير بشكل مباشر من سعد داخل البيت في نفس اليوم
ظهر التأثير على مدى اسبوعان داخل روضته او مدرسته حيث اصبح اجتماعيا و تنافسيا اكثر مع زملائة و معلمته(طبعا هناك من وقت لاخر بعض المشاكل و لكنها في الوضع الطبيعي و يمكن تقويمها بشكل سريع )
بعد ان كان يكرهه كل اصدقائه في الفصل انعكس الوضع تماما
و هذه هي صورة البطاقة بعد اسبوعين
البطاقة من الخلف
طلية الاسبوعان و انا لا انهر سعد و لا اتعسف معه و هو ادرك انه ان اصبح حسن السلوك فسكون محبوب من اباه و امه و معلمته و زملائه  يوم الثلاثاء 4/1/2011 كان يوم  احتفال فصل سعد بنهاية الفصل الدراسي الاول حصل سعد على العديد من الهدايا من زملائه و اشادت به المشرفة على الصف و التغير الغريب و السريع في السلوك و قررت الروضة تطبيق هذا النموذج من البطاقات على جميع الاطفال طبعا مع اضافة بعض التعديلات الخاصة بمتابعة و لي الامر
الخلاصة
تعديل السلوك عملية بسيطة  و تحتاج الى وقت و تحتاج الى ان يعترف الاب و الام ان ابنهم يعاني من بعض المشاكل و هم ايضا يعانوا من مشاكل في طريقة التعامل
و اخيرا  انا اسف يا سعد انا اسف للغاية  و الان  ادركت ان العيب ليس  فيك و لكن  العيب في تعاملنا معك يا وليد العزيز الغالي

المصدر
مدونة زوجي احمد :خواطر احمد
الرابط :

مفيش فايدة انا وحش و سعد مش مؤدب


0 التعليقات on "مفيش فايدة انا وحش و سعد مش مؤدب"

إرسال تعليق

 

يوميات طفلي Copyright 2008 All Rights Reserved Baby Blog Designed by Ipiet | All Image Presented by Tadpole's Notez